الأحد، 25 مارس 2018

عن مرحلة التدريب، وأشياء أخرى

زمان..
منذ ٥ أشهر لم أوثق شيئًا من حياتي، هنا أو في أي مكان آخر، إلا فتات كلام. فقدتُ إيماني بهذه المساحة، أو ما عاد لي نفَس للسرد الطويل فيها. صارت حياتي تشبه حياة أولئك الكبار المشغولين بدوّامة الحياة التي لا تتوقف، بشكل آليّ، غريب ومسخ.

لستُ واثقة إن كنتُ لا زلت أستطيع أن أوثّق المرحلة الشعورية التي أقف منها، أو أن أنظر إلى ما يحصل داخلي وخارجي من فوق، بمنظار بعيد محايد يصف كل شيء وكأن كل شيء يحيط به ولا يمسّه.

كان من ضمن ما حصل في الفترة الماضية من حياتي هو ذهابي لدوامين في اليوم: أذهب إلى الجامعة صباحًا، ثم أذهب بعدها مباشرة إلى المكان الذي أتدرّب فيه، ثم أعود لأذاكر ما يتسنّى لي، وأنام. هكذا يمرّ يومي دون إضافات، دون التعرض لمصادر معرفية أو بشرية أخرى تفتق في بالي أشياء أحبها، تشعل حماسي أو غضبي.. لا شيء من ذلك كله. حياة مفرطة في الجدية متكدسة بتفاصيل لا أملك اختيارها. انقطعتُ عن القهوة مذ بدأتُ هذا الروتين، منذ أول يوم فيه وحتى اليوم لم أشرب إلا كوب قهوة واحدًا. صرتُ أنام مبكرًا وأستيقظ مبكرًا لأول مرة في حياتي منذ كان عمري ١٤ سنة، ولا آخذ قيلولة في منتصف اليوم لأنه ما من وقت، أقابل أساتذتي ثم رؤسائي في العمل، وزميلات الفصول ثم زميلات غرفة المكتب، وهؤلاء وحدهم هم من يحيطون بي، وهم وحدهم من امتلأت ذاكرتي بأحاديثهم، ولم يكن ذلك يعجبني تمامًا، لأنّه ما من شيء يشبهني، أو حتى يعجبني من الأحاديث التي تتلى في كلا المكانين، ولم أكن في كليهما أشعر بانتماء تام لشخص ما، ولا أتبادل أفكاري التي تهمني ومشاعري التي تعنيني مع أحد منهم. دائمًا محترزة، أرتدي ابتسامات صفراء وأتفوّه بكلمات مجاملة، ويبدو كلامي غريبًا بالنسبة لهم لأنني أتلفظ بكلمات مضحكة، كما تقول زميلتي في العمل.

لم يكن الأمر سيئًا إلى ذلك الحدّ، أعني، في مكان عملي. دعوني أصف لكم شيئًا مما كنت أمرّ به. أخرج من سيارتي التي أقلتني من جامعتي إلى مكتبي وأنا أحمل ٣ حقائب ثقيلة يكاد معها كتفاي أن ينخلعا: حقيبتي اليدوية، وحقيبة اللابتوب، وحقيبة طعام الفطور والغداء مع حليب محفوظ في كرتون، ولبن إن أبت معدتي أن تستقبل شيئًا من كلّ ذاك الطعام. أذهب إلى الشاشة لأضغط زر المصعد فتشير إلى أحد المصاعد من جهة اليمين أو جهة الشمال. أدخل مصعدًا اختارته الشاشة لي، مع الكثير من الأناس المشغولين الذين يرتدون سماعات موصولة بهواتفهم، أو يتبادلون الحديث عن صفقة ما، أو أي شيء متعلق بالعمل، بالإنجليزية أو العربية، بلهجة جداوية، أو مصرية، أو لبنانية، ويرتدي معظمهم بطاقة معلقة بشريط أحمر على رقابهم لتشير إلى هوياتهم. تحدثت في المصعد ٤ مرات فقط؛ مرة مع رجل عجوز سألني دون مقدمات عن مكان عملي، وعندما أخبرته بالمكان، حكى لي بأنه يعرف رئيسي وأنهم كانوا يعملون معًا في... ثم انقطع خط الحديث لوصولنا، وفاجأتني مرّة إحداهنّ بسؤالي عن حاجة شركتنا لموظفة تمويل، دون أن تعرف من أكون، وأين أعمل، ومرة ثالثة عندما دخل معي في المصعد السكرتير الهندي الذي يعمل في مكتبنا وسألني عن رضاي عن العمل، ورددت بنعم، إلا أنني لست متأكدة أنني سأكمل حياتي بعد التخرج على ذات المنوال، فرد عليّ بأنّ المهم هو أن تضاف هذه الخبرة إلى سيرتي الذاتية، ووددت لو امتدّ الوقت أكثر لأخبره بأنني لا أكترث بالسيرة الذاتية ولا بترهات من يطمح للعمل في منشأة تدار بطريقة هرميّة.

أصل إلى دور شركتنا، أقترب من الباب لأضع بصمتي، فيسلّم عامل النظافة الواقف خارجًا لأنتبه لوجوده وأردّ السلام، أبصم، أبتسم للكاميرا التي تلتقط وجهي عند وضع بصمتي، أدخل، أسلم على موظف الاستقبال، تدخل جزيئات رائحة معطّر المكتب -بعدما أتجاوز غرفة الاستقبال- إلى رئتي دفعة واحدة بشكل غريب ومفاجئ كل مرّة حتى أنّني أغمض عينيّ،  وأبتسم، وأفكر: أحب هذه الرائحة لأنها ترتبط بهذا المكان، وأنا أحب هذا المكان. أمشي ممرّ المكتب الطويل، أتفحص الآتين بالنظر بأطراف عيوني إلى مكاتبهم المرتصّة على طول الممرّ يمنة ويسرة، أسلم على من أجد في طريقي وأبتسم له، أدخل غرفة مكتبنا الموجودة في آخر الطريق، أدق الباب، وأفتحه وأسلم وأسأل عن الحال دون أن يجيبني أحد، أذهب إلى مكتبي بجانب الجدار الزجاجي الكبير المطلّ على مبانٍ ممتدّة شاسعة وشارع تمرّ فيه السيارات كنمل، أضع حقائبي فوق المكتب، ثم أتكّئ على الجدار الزجاجي برأسي وأتأمل، وأتذكر آميلي نوثمب والجدار الزجاجي الذي كانت تتأمل من خلاله العالم في شركتها في اليابان. أحب مكتبي اللصيق بالجدار الزجاجي هذا، وأحب أن بجانبي دائمًا نافذة للأزرق والممتدّ والمتحرك عندما يضيق بي العمل، وتتجمّد معه دواخلي. مكتبي تعلوه كتب، وتحيط به، وتختبئ من تحته، لأن عملي في قضية كبرى ما، لنسمّها (القضية الكبرى) كان ينصب على البحث، ولا أعرف لم يحب أن يوكّلني الجميع بمهامّ بحثية في هذا المكتب، ولذلك، هناك تحت الكتب المتراكمة، يوجد فهرس المكتبة الذي لم يسألني عنه أحد، منذ أول يوم وحتى آخر يوم.

استلمتُ فهرس المكتبة من محامٍ سوريّ كبير في السنّ يعمل عندنا في فهرسة الأوراق والكتب، يمشي بهدوء وصمت حاملًا كتبًا وأوراقًا من مكان إلى آخر على كرسي ذي عجلات، يتكئ عليه ليمشي، وليحمل عليه الكتب. سألتُ زميلاتي في الغرفة عمن يكون ولم تكن أي منهنّ تعرف اسمه أو وظيفته. كنتُ أبحث مرّة عن مصدر تعذّر عليّ الحصول عليه، فأخبرني أحد المحامين أن أسأله، سألته وأنا لا أظن أنه سيفهم ما أقصد، ظننته ينظّف، أو يرتّب، إلا أنه بعد تكرار الجملة لأكثر من مرة، أحضر لي الفهرس، وأشار لي إلى الكتاب الذي أجد فيه ضالّتي، ووجدته فعلًا، ودهشت لذلك. وبينما أنا أتصفّح الورق، مدّ لي كرسيّه، هو محنيّ الظهر، لأجلس عليه وأنا أقرأ، ونبهني كثيرًا إلى عدم حني ظهري حين القراءة أو الجلوس. كان كريمًا جدًا معي. بعدما أخذتُ الكتاب، وضع بقية الكتب المطبوعة تحت ذات السلسلة وأحضرها فوق كرسيّ ذي عجلات إلى مكتبي، وأخبرني أن أتصفحهم في أوقات الفراغ لأن ذلك سيكون مفيدًا لي. شكرته وشكرني. عندما أردتُ سؤاله عن اسمه قلتُ: دكتور، أستاذ؟ فضحك وقال: انتِ الدكتورة، الله يخليكِ، ولم أعرف اسمه إلا عندما فتشت في سجلّ الموظفين. وبعد هذا الموقف، كنتُ أسلم عليه حينما أجده في طريقي ولا يردّ علي، فأشعر بالحرج. بعدما فهمتُ أن سمعه ضعيف، سلّمتُ عليه مرة بصوتٍ عالٍ، فسمعني، وسألني عن اسمي وأجبته، وتبادلنا السؤال عن الحال. في نهاية اليوم، أرسل لي عن طريق (دادة) المكتب كيسًا يحوي ٣ قراطيس بسكوت. ضحكت من قلبي، وتورّدت الدنيا في عيوني، وشعرت أن الحياة تحمل على متنها أناسًا تذوب الدنيا لعذوبتهم، وفهمتُ بأن هذا الجدّ الطيّب الذي لا يبالي بوجوده أحد، ولا يعرف اسمه أحد، يسعده السؤال، وأنه لا ينبغي أن أبخل بشيء هكذا أبدًا. بعدها بعدّة أيام، كنت أمشي في الممر الطويل مستعجلة، أحمل ملفات تعبت في تصنيفها، فوقعت من يدي وتبعثرت في الأرض. ولأن ترتيبها كان يتطلب وقتًا، جلستُ على الأرض، وشرعت في التصنيف بسرعة وقلق لألحق ما سيفوتني. رآني على تلك الحال، فلملم أوراقي هو معقوف الظهر، ووضعها على مكتبه الذي سقطت أوراقي على مقربة منه، وأمرني: رتبيها من على مكتبي ريثما أذهب لأصلي، لا يجوز أن تجلسي على الأرض هكذا، وأنا بدوري كنت أذوب رغمًا عن بقية تفاصيل يومي التي تجعل كل شيء في يتحجّر.

شخص آخر كان يصنع يومي ويجعلني أضحك من قلبي هو :سولة، الدادة التي تعمل في المكتب. امرأة خمسينية أندونيسية خفيفة الظل طيبة القلب، تحب الجميع ويحبها الجميع، وتعرف أخبارهم وتفاصيل حياتهم، ولا تتوانى عن إخباري بكل شيء يخصهم، وأنا أضحك طبعًا، وأحبّ ذلك. تساعدني سولة كل يوم لإيجاد مكان آكل فيه، وكان ذلك أول المواقف التي خلقت الثقة بيننا. عندما أحضر حقيبة الأكل بجانب الميكرويف وأخرج منها غدائي تسألني بصوت يسمعه أبعد مكتب: إيش طبخت أمك اليوم؟ وأخبرها، فتعلّق بأي جملة تخطر على بالها. أحمّيه، ثم أشرع في دوامة الحيرة التي تتكرر كل يوم: أين آكل. ولأنني جربت أن آكل في مكتبي ووجدت انتشار الرائحة محرجًا، أنا التي تكره روائح الطعام التي تخرج من غير طعامي، كنت آكل بإشارة منها في أماكن ليست معدّة للأكل، وعندما أرفض أن أذهب هناك خوفًا أو حرجًا، تقول: على مسؤوليتي. اذهبي هناك وأنا سأحضر الأكل. أذهب هناك وأنا أرجو أن لا تتلقفني الأعين حتى تأتي هي بأطباقي. آكل وأنتهي، وأحضر الأطباق مستعجلة إلى المطبخ، فترمقني بنظرة انتصار ورضى لأنني أكلت مرتاحة في مكان منعزل كما كنت أريد، وأن المهمّة نجحت دون أن يكتشف ذلك أحد. أبادلها النظرة وأنا أضحك، وأظن أن من يلحظ نظراتنا المتبادلة تلك يظن أننا قمنا بجريمة ما. تقوم سولة كل يوم بتحضير شاهي بالنعناع لي. أذهب بشكل آليّ إلى المطبخ لصنع كوبي كما أفعل في المنزل، فتخبرني بأن أعود إلى مكتبي لأنها هي ستحضّره لي. ثم تنسى، وتحضره بعد نصف ساعة، أو ساعة. عندما أنتظر شيئًا أو شخصًا، أذهب هناك وأجلس معها لنتكلم. تحكي لي وأحكي لها. تسألُ وأجيب، وأنا أعرف أن هذه المعلومة سيدري بها كل شخص يعمل في هذا المكتب. تحكي عن أطفالها والعائلة الحضرمية التي كانت تعمل عندها، وتتلفظ بألفاظ مضحكة على لهجتهم، وأحكي لها عن الجامعة ومخاوفي عندما يكون بانتظاري شيء ما.. مخيف. عندما تراني مهومة تقول: أنا زي أمك، فضفضيلي. فأفضفض لها، لأجد الاستفهامات تحوم حول عينيها وأنا أشرح تفاصيل معقّدة، فأختصر ذلك بأن أسألها أن تدعو لي أن يمضي الأمر على خير، فتدعو وهي مقطّبة الجبين، مهمومة بهمّي. عندما أنتظر محاميًا طال حديثه مع آخر، وتراني من حيث هي وأنا أنتظرهما حتى الملل، تذهب وتدقّ عليهما الباب، وتخبرهما بأن يختصرا، لأن هناك من تنتظر، وأنا أشير لها بيدي أن لا داعٍ لذلك، ولكنها تستمرّ، فينهون حديثهم لأجلي. أدخلُ إلى المحامي وقلبي يفيض امتنانًا إلى هذه المرأة التي تيسّر أموري وتعتني بتفاصيل صغيرة تهمني كما لو أنها أمي. ودعتها قبل الأمس بحضن سريع، بعدما ناولتها الفهرس لتعطيه للعمّ السوريّ الذي مشى مبكرًا قبل أن أسلّم عليه. لها وحدها سأشتاق، هذه الجنديّة الخفيّة العظيمة التي كان أيامي تحلو بكلامها وحبها.

أما البقية، رؤسائي الثلاثة في العمل، فكانوا رائعين جدًا، وكرماء جدًا بأوقاتهم ومعلوماتهم معي، حملوني مهام حقيقية جدًا، وألقوا بعبء ثقتهم وإيمانهم عليّ، وكنت أحاول أن لا أخذلهم. أشعر بالانتماء لكل واحد فيهم، وأحب الفرصة التي سنحت لي بالتعامل معهم. كانت فرصة ذهبية ومثالية في حياة كهذه أن أحظى بأمثال هؤلاء في أوّل منصب جادٍّ جدًا أشغله في حياتي. أعني، الناس عادةً لا يحظون بمدراء رائعين إلى هذا الحدّ بهذه السرعة، ولكن الله كان، كما هو دائمًا، جوادًا معي بخصوص هذا المسألة. كنتُ أسأل عن كل شيء، داخل العمل وخارجه، وكانوا يجيبونيي ويستقبلون كل ذلك بحفاوة أحرج منها. فهمت فصلًا كبيرًا من الحياة بفضلهم، ورأيته بعيونهم، ورغم انزعاجي أحيانًا من ثقل الثقة التي ألقوا بها عليّ، كنت أشعر في ذات الوقت بالامتنان لأنهم دفعوني للخطو إلى تلك المرحلة. غادرتهم قبل الأمس فيزيائيًا، أي أنني سلمتُ مكتبي وحاجيّات العمل، وودعني المدير الكبير بوقفة وكلمات جيّشت مشاعري مثل: "غيرتِ نظرتنا للمتدربات"، "لكِ مستقبل واعد في المهنة"، "قمتِ بعملك على أكمل وجه"، "تحمّلتِ أشياء تفوق طاقتك"، أنا التي كنت دائمًا أشعر معه بالغباء والتقصير، ها هو ذا يقف لأجلي ويغمرني بلطف ما توقعته أن يصدر منه تجاهي. تعقّد لساني، وشكرت بخجل، وخرجت. رفض مديري الثاني أن أغادر قبل إتمام المهمة التي وكلها لي، ورغم انزعاجي ومحاولات سولة، أصرّ على موقفه، وبرّره بأنّه لن يحسن أداء ذلك غيري (أشكّ)، فذهبتُ محمّلة بكتب تعينني على أداء تلك المهمّة عن بعد فيما سيتقدم من أيام، وودعني بكلمة "بدّعْتِ" أسعدتني، هذا الذي ما شكر عملي إلّا مرة أو مرتين في حياته بكلمة (شكرًا) وحيدة، مرفقة بجملة تحوي أمرًا لتعديل ما فعلت.

غادرتهم قبل الأمس بقرار سريع اتخدته خلال يومين، فأنا قبل أن أفكر في هكذا قرار كنتُ أنوي أن أكمل كل الفصل الدراسيّ معهم؛ لأنني أحببتهم وأحبوني، ولأن هذا المنصب صعب المنال، ولأن الفرصة متاحة، ولأنّني انخرطتُ في أشياء يصعب معها أن أخرج يدي منها فجأة،، ولكن لأهداف أكبر وضعتها قبلًا، وراجعتها مع نفسي الأسبوع الماضي، تتعلق بالمستقبل والطريق الذي أودّ أن أشقّه فيه، ولأنني صرت خرقة بالية منهكة من اتحاد الدراسة والعمل على وعيي وتركيزي وصحّتي، ولأن قلقي صار يكبر قدرتي على استيعاب ما يصير حولي في هذي الحياة، قررتُ أن أتوقف، وكان القرارُ صعبًا، ولكنّي أظن أنه صائب. غادرتهم وأنا لا زلت أحبّ أن أكون هناك، وأنا ما زال فيّ نفس، وما زال فيهم سعة، لم يضق أحدنا بالآخر.. كان وداعًا حلوًا وعذبًا، سريعًا ومفاجئًا نعم، ولكنه جاء في وقته. ودعتهم لهدف يسمو على نفوري منهم أو نفورهم مني، هدف يخصني، ويخص السبب من وراء وجودي، وكيفية وجودي، مما جعل الأمر يمر هونًا على كلينا.

أنا الآن في إجازة، من عملي وجامعتي، لأعيد التفكير في كل شيء، ولأقوم بعمل ما تراكم عليّ من تكاليف الجامعة التي أدرتُ لها ظهري مع فترة التدريب. متحمّسة للتخرّج بقدر ما أنا قلقة، كل خطّة أرسمها يبدو أنها لا تتسق مع مزاج الحياة، ورغم أنني أخطط منذ أول يوم في هذا العام، إلا أنه يبدو أن القدر سوف يُعمل خطته التي أجهلها في نهاية المطاف. وأنا.. أتعلمون؟ لستُ أبالي. المهم أن تشبه خطة القدر إحدى خططي الخمسة، أو الستة، أو العشرة؛ أن لا أضيع في دوامة الحياة الرتيبة وداخلي يشعر بالعبث، أن لا أعلق بالعمل في مهام لا أؤمن بجدواها حدّ أن قلبي يتوقّف عن التفكير في مايظنّه مهمًّا، أن أتعلم دائمًا، وأعطي دائمًا، وأؤمن بجدوى ما أفعل.





هناك تعليقان (2):

  1. تدوين جميل.. راقت لي هذه الفقرة منه " أدخل مصعدًا اختارته الشاشة لي، مع الكثير من الأناس المشغولين الذين يرتدون سماعات موصولة بهواتفهم، أو يتبادلون الحديث عن صفقة ما، أو أي شيء متعلق بالعمل، بالإنجليزية أو العربية، بلهجة جداوية، أو مصرية، أو لبنانية، ويرتدي معظمهم بطاقة معلقة بشريط أحمر على رقابهم لتشير إلى هوياتهم. "
    على أنني وصلت إلى الفقرة التي تبدأ بـ " شخص آخر كان يصنع يومي ويجعلني أضحك من قلبي هو :سولة، الدادة التي تعمل في المكتب. امرأة خمسينية أندونيسية خفيفة الظل طيبة القلب ".. لكنني لم أكمل بقية القراءة وأحب أن أحييك على الروح العالية في العودة للتدوين، وكتابة هذا الكم من الكيف.
    شكراً جزيلاً ..

    ردحذف
  2. أتابع مدونتك عن بعد دائمًا، ولطالما استمتعت بمدوناتك وأعدت نشرها..
    شكرًا لكلامك في هذه المدونة تحديدًا.. أنبت في قلبي أزهارًا على الرغم من عدم قدرتي على التعبير عن سبب هذا الامتنان وهذه المشاعر..
    استمري علياء؛!

    ردحذف