الأحد، 10 أبريل 2016



قد تكون الدائرة الصغيرة مريحة أكثر، وآمنة أكثر، وتكون فيها قادرًا على ممارسة ما تحب دون أن يؤذيك أحد، ودون أن تقوم بما لا تحبه أو لا تتقنه، وتكون عندها سيّد عالمك الخاص،، وقد يكون التفتّح والخروج والتجربة أمر مخيف ومربك وخارج عن منطقة الراحة، قد يكون التقدم والخطو خارج المألوف حرية فوق التي تحتاج، وغربة تترك غصة في الحلق، ولكن هذا كله يلازم الخطوات الأولى فقط. هذا العناء الذي سوف تبذله حتى تُقدِم على الجديد، حتى ترى العالم بطريقة مختلفة؛ أجمل وأكثر اتساعًا، حتى تعرف كيف تبدو أشكال الحياة الأخرى الكثيرة التي ما عرفتها قبلًا، وما فكرت بوجودها قبلًا، 

هذا الخطو.. لن تستطيع أن تعود عنه بمجرد أن تتجاوز حواجز الخوف الكريهة تلك. أنت لن تعود بعدما تصبح وردة كاملة، جميلة وبهية وكبيرة، و، ذات رائحة إلى انغلاقك الأول. لن تفارق بعدها ما يجدد اللمعة في عينيك ويعطي حكاياتك وأفكارك ومشاعرك صبغة جديدة وبهية تحبها من نفسك، مهما بلغ عناء التفتح والخروج والولوج في الجديد الغامض مبالغه، 

فالتجدد.. ذاك الذي سوف تشعر به بعدها لن تستطيع أن تفارقه. لن تتحمل بعدها غبار الدوائر الأصغر، سوف تسارع لتنفضه حتى تتعرض لشمس الجديد الحارقة الدافئة المنظّفة المجددة. سوف تحب أن تخاف مجددًا لأنك سوف تضيء بنور التجربة، ولن تخاف. سوف تحب أن تكسر حاجز الدائرة الضيقة لأنك حين تتجاوزه سوف تجري وتضحك وتفهم، وترى أشياء كثيرة ما كنت تراها ولا تفهمها ولا تظنّ بوجودها، وستحب ذلك حد الإدمان واستحالة العودة. 

لا تخافي من أن تتفتحي وتكبري يا وردة، وإن كان السبب في ذلك هو أن التفتّح يقربك من الذبول، فتذكري أن الذبول حاصل حاصل في موعده.. وإن كنت تخافين تلوث أو تلف أطرافك، فلن يحصل من ذلك إلا القليل، والقليل لا يضرّ. اكبري وابعثي روائحك الندية وأري العالم تويجاتك الملونة الحلوة، سوف يحبك العالم أكثر، وسوف تحبينه أنت أكثر وأكثر، برغبة عارمة في المزيد من الحياة.